نظمت كلية الشريعة و الدراسات الإسلامية جامعة قطر ندوة علمية بموضوع “القراءات المعاصرة للقرآن الكريم بين مالك بن نبي ومحمد أركون رؤية نقدية” بتاريخ ٢٢مايو ٢٠١٣ﻡ.


إن محمد أركون متأثر في أطروحته تاريخية النص المقدس بعدة نظريات ومنهجيات، من مدرسة النقد التاريخي للكتب المقدسة، الذي اجتهد في ان يطبقه على الإسلام باعتبار أن الغرب لم يحث له إقلاع حضاري إلا بعد أن قام بتفكيك نصوصه المقدسة و إخضاعها للنقد التاريخي ، فهو يدعو بإلحاح إلى ضرورة أن يطبق المسلمون هذه المنهجية على القرآن الكريم، وأن شرط انعتاقهم من أغلال التخلف مرهون بتحررهم من قداسة النص.

وبالمقابل فإن فيلسوف الحضارة مالك بن نبي خيرُ من عمل على تقويض مثل هذه القراءات الجديدة انطلاقا من مرجعيتها نفسها، نقداً يستحضر مناهجهم المعاصرة ، وكتابه الظاهرة القرآنية زاخر بالرؤى النقدية و التمحيصية المعاصرة التي تستوجب بعثها من جديد ليستفيد منها المتخصص في الدراسات القرآنية ، إن تأثر الشباب المسلم بالمستشرقين لعلو كعبهم حفز ابن نبي على مناقشة قضايا الظاهرة القرآنية وكأنه في مناظرة من مناظرات علم الكلام الذي كان في أوج عطائه ينافح عن القرآن الكريم ويفند الشبهات عنه. مبرهنا بالأدلة والبراهين الثابتة بالمصدرالإلهي للقرآن الكريم ،هذا ماتقره الحقائق التاريخية و تؤكده العلوم الكونية.

وفي النهاية أوصى المحاضر بضرورة التصدي للقراءات الجديدة المشبوهة والتي تثير جدلا حول قدسية النص القرآني حيث اعتبرها من فروض الكفاية، ومن سبل التصدي تشجيع المختصين في الدراسات الإسلامية لتكثيف الردود العلمية الجادة ومناقشة مقولات الحداثيين.