قدم الدكتور محمد عياش الكبيسي يوم الإربعاء الموافق 5/10/2016م ندوة بعنوان
“تحرير مصطلح أهل السنّة والجماعة”
يطلق مصطلح (أهل السنّة والجماعة) على جمهور المسلمين والسواد الأعظم من هذه الأمة، وقد تعرّض هذا المصطلح لتجاذبات مذهبية وسياسيّة مختلفة كان آخرها مؤتمر الشيشان المنعقد منذ أسابيع والذي أثار زوبعة من الردود والمجادلات.
اعتمد الباحث منهجية علمية بعيدة عن ردود الأفعال ودوافع التوظيف السياسي، تتمثل في متابعة السياق التاريخي لنشأة هذا المصطلح والمنحنيات المختلفة التي مرّ بها عبر التاريخ، ثم قدّم تحليلا علميا لمفردات المصطلح كما وردت في السنّة النبوية الصحيحة، حيث أمر النبيّ -صلى الله الله عليه وسلّم- المسلمين عامة باتباع سنته ولزوم الجماعة، وخلص الباحث أن السنّة معناها هنا الهدي النبوي الشامل، وأن الجماعة معناها؛ الأمة الملتزمة بهذا الهدي، وعليه فكل من آمن بالهدي النبوي (كتابا وسنّة) وانتمى إلى أمة الإسلام بالولاء والقبول والاعتزاز فهو من أهل السنّة والجماعة، ولا يخرج عن هذا المفهوم إلا من أنكر معلوما من الدين بالضرورة، أو خرج على عامّة المسلمين بالتكفير والقتال، كمن يدّعي تحريف القرآن ولو آية واحدة فيه، أو كفّر الصحابة واستباح دماء المسلمين.
وأخير فإن هذا المصطلح يحمل من المرونة ما يسوغ فيه الاجتهاد وتعدد المواقف والآراء إذا حفظت الثوابت وأصول الدين، وهكذا كان شأن السلف الصالح، يجتمعون على الأصول ويختلفون في الفروع، ولكل مجتهد نصيبه من الأجر.